اقرأ في هذا المقال

إن دعوة الاخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلي طائفة خاصة

 

الفكر الوحدوي عامل الالتقاء الاهم1- (رای الاخوان)

رای الاخوان

عباس خامه يار

يأتي تأكيد الوحدة بين المذاهب الاسلامية و التقريب بينها في طليعة مباديء الاخوان، إذ «لم تمتد آثار الأسر المذهبي إلي الاخوان لا في كتاباتهم و لا في تأصيلهم الفكري الحركي»، «وان جماعة الاخوان المسلمين لم تدخل يوماً في صراع مذهبي بأي شكل من الأشكال» و قد ميّز هذا الأمر الاخوان المسلمين عن سائر الحركات السنية الأخري، و شكّل عاملاً مهماً في التقريب بينها و بين الحركة الاسلامية الايرانية.

و في هذا السياق يبيّن حسن البنا منهج حركته في رسالة (دعوتنا) فيقول: 

  1. «إن دعوة الاخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلي طائفة خاصة و لا تنحاز إلي رأي عرف عند الناس بلون خاص و مستلزمات و توابع خاصة، و هي تتوجه إلي صميم الدين ولبه.»
  2. و نحن مع هذا نعتقد ان الخلاف في فروع الدين أمر لا بد منه و لايمكن ان نتحد في هذه الفروع و الآراء و المذاهب لأسباب عدة، منها اختلاف العقول في قوة الاستنباط، سعة العلم و ضيقه، اختلاف البيئات حتي ان التطبيق ليختلف باختلاف كل بيئة، اختلاف الاطمئنان القلبي إلي الرواية عند التلقين لها، اختلاف تقدير الدلالات و هكذا»

كل هذه الأسباب جعلت الاخوان المسلمين لا يعتقدون ان الاجماع علي أمر واحد في فروع الدين مطلب ممكن الوصول إليه، بل هو مطلب مستحيل، بل هو مطلب يتنافي مع طبيعة الدين.

«انهم يعتقدون ان الاختلاف قد وقع و لامفر من بقائه. فهم يلتمسون العذر كل العذر لمن يخالف في الفرعيات، و ان الخلاف في الفرعيات لايكون حائلاً دون ارتباط القلوب و تبادل الحب و التعاون علي الخير فكلنا مطالبون بأن يحب بعضنا للبعض الآخر ما يحب لنفسه.»

موقف الاخوان بايجاز، و بايجاز بليغ من مسألة الخلافيات هو انهم يجيزون الخلاف و يكرهون التعصب للرأي و يحاولون الوصول إلي الحق و يحملون الناس علي ذلك بألطف وسائل اللين والحب.

  1. «لكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الاحكام الفرعية ان يتبع إماماً من أئمة الدين و يحسن به مع هذا الاتباع ان يجتهد ما استطاع في تعرف الأدلة».

و يري الشيخ البنا أن «الخلاف الفقهي في الفروع لا يكون سبباً للتفرق في الدين و لا يؤدي إلي خصومة و لا بغضاء، و لكل مجتهد أجره».

و كما أشرنا آنفاً فقد استمر زعماء الاخوان علي هذا النهج. و من هنا يقول التلمساني: «ان الخلاف بين الشيعة و السنة ليس جذرياً و لايمس الأصول في شيء، أي يجمعنا أمر واحد هو «لا إله ألاّ الله محمد رسول الله» فهذا الذي يجمع السنة و الشيعة و ليختلفوا بعد ذلك ما يشاؤون، أي أن الاختلاف في الفرعيات فقط وليس الأصول. فلا يستطيع أحد أن يقول إن صلاة الفجر ثلاث ركعات مثلاً أو أن المغرب أربع، فالأصول هي الأصول، و هذه ميزة الاسلام، فقد أعطانا الحرية الكاملة لنستعمل عقولنا في استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة كما نشاء».

و في هذا المجال يقول عبدالرحمن خليفة زعيم الاخوان المسلمين في الأردن: «ان الخلاف بين السنة و الشيعة بدأبشيء ضيق و هو التشيع لآل البيت.

و إذاكان التشيع لآل البيت هو التشيع، فكلنا نتشيع لآل البيت اكراماً لرسول الله(ص). و لكن الخلاف في الرأي قد يوجد عند العلماء و الأكثر علماً و يجب ان لا يكون الخلاف في الرأي سبباً للقطيعة و التحجر في العلاقات و الابتعاد عن بعضهم البعض، بالاضافة إلي إن هناك من الطرفين من يجهلون أمور الدين فيجب ألا نآخذ هذه الخلافات التي تصل إلي درجة لايقرها الاسلام علي أنها خلافات، و إنما هي بعض الانحراف نرجو من أهل السنة و من أهل الشيعة ان يقضوا عليه، و امامنا حسن البنا كان من رأيه ازالة هذه الخلافات».

و تقول السيدة زينب الغزالي، و هي من الشخصيات البارزة في الاخوان المسلمين في معرض ردها علي سؤال مجلة «العالم» عن رأيها في مشكلة التفريق بين المذهب الاسلامية: «لا شك ان هذه مؤامرة صهيونية، وانني أري ان الشيعة الجعفرية والزيدية مذهبان اسلاميان مثل المذاهب الأربعة لدي السنة. و علي عقلاء السنة و الشيعة و علي قيادات السنة و الشيعة ان يجتمعوا في صعيد واحد وان يتفاهموا و ان يتعاونوا علي ربط المذاهب الأربعة و المذهب الشيعي بعضها ببعض، و كذلك مذهب الظاهرية لابن حزم، وأدعو إلي اجتماع علماء الاسلام من كل المذاهب للتصدي لنلك المؤامرة الصهيونية. ولي أنا شخصياً تجربة في هذه المسألة، فقبل عام 1952 كانت هناك جماعة التقريب بين المذاهب، والتي كان يشرف عليها الشيخ محمود شلتوت و الشيخ القمي، و قد شاركت في عمل تلك الجماعة و بمباركة الامام الشهيد حسن البنا الذي كان يري ان المسلمين سنة و شيعة أمة واحدة و ان الخلاف المذهبي لايفرق وحدة الأمة، و كان كل الاخوان المسلمين متعاونين مع هذه الحماعة علي أساس أن الاسلام يد واحدة، اله واحد، كتاب واحد، رسول واحد، حلال واحد، حرام واحد، نظام سياسي واحد، نظام اقتصادي واحد، نظام اجتماعي واحد، دولة واحدة من أجل تطهير العالم من الظلم والزور والخديعة التي تمارسها القوتان الكبريان، و يجب ان يكون الشيعة والسنة علي قلب واحد».

 

Powered by TayaCMS