اقرأ في هذا المقال

ونهاية التاريخ هي قضية التمركز حول الذات، والخوف من السنن الكونية في قيام الحضارات وزوالها، وتسليم الراية وتسلمها من أمة لأخرى.

هذا كله يعني أن ظن فوكوياما أن نهاية التاريخ هو سيادة الليبرالية الغربية ومفرزاتها الثقافية والاقتصادية والسياسية (مجرد وهم)، كما توهم من قبل ماركس أن نهاية التاريخ بنهاية الطبقات، أو بمعنى آخر سيادة المذهب الشيوعي.

ونحن نعتقد أن الديموقراطية الليبرالية ليست الصورة النهائية لنظام الحكم البشري؛ لأنه حكم على البشرية بالجمود، وثانيًا أن نبي الإسلام يبشرنا بأن الخلافة الإسلامية (وهي النظام السياسي الإسلامي للحكم) سوف تعود من جديد،

نظرية نهاية التاريخ عند الغرب و إشكالية العلاقة بين الإخوان والغرب

نظرية نهاية التاريخ عند الغرب و إشكالية العلاقة بين الإخوان والغرب

محمد فتحي النادي

 

مقدمة

 

وجود الأفكار وتمايزها وصراعها دليل على حيوية البشر، وعندما يتوقف العقل البشري عن إنتاج الأفكار يصبح لا قيمة له.

ومن العجب أن يحلم بعض المفكرين والفلاسفة بوقت لا تكون هناك أيديولوجيات بأن تنتصر أيديولوجية واحدة وتزول البقية أو تنزوي بعيدًا عن دائرة الضوء، مما حدا بالبعض أن يبشّر بنهاية الأيديولوجيات، ولعل أبرز من يمثل هذا الاتجاه "فرانسيس فوكوياما"([1]) من خلال مقولته حول "نهاية التاريخ"، والتي يمكن النظر إليها -بحق- بوصفها غطاءً أيديولوجيًّا للعولمة التي تعد محاولة لأمركة العالم؛ وأطروحة "نهاية التاريخ" -كما يرى د المسيري- فكرة مركزية في الفكر الغربي الفاشي: الصهيوني والنازي([2])، ويرى أنها إشكالية كامنة في الفكر الديني والفلسفي الغربي، وقد أخذت تتبلور ويزداد الاهتمام بها حتى تحولت إلى موضوع أساس في الحضارة الغربية منذ عصر النهضة، وأصل هذه الفكرة نابع من أن "الفكر المادي الرياضي الآلي يرفض تنوع التاريخ وجدليته، ويحل محله عالمًا بسيطًا آليًّا يتحرك كالآلة"([3]).

 

نقطة انتهاء الانسان

 

ويعرّف "نهاية التاريخ" بأنها "النقطة التي يتم التحكم فيها في كل شيء، وينتهي الإنسان كما نعرفه، أي: الإنسان الذي يشغل مركز الكون"([4])، وفوكوياما يرى أن أطروحة "نهاية التاريخ" "لا تعني نهاية الأحداث، وإنما تعني نهاية تطور التاريخ بمفهومه الفلسفي الديالكتيكي (الجدلي) كصراع أيديولوجيات"([5]).

ونهاية التاريخ هي قضية التمركز حول الذات، والخوف من السنن الكونية في قيام الحضارات وزوالها، وتسليم الراية وتسلمها من أمة لأخرى.

وشهرة هذه النظرية في العالم بدأت في عام 1989م عندما كتب فرانسيس فوكوياما في مجلة ناشونال انترست National Interest مقالاً تحت عنوان: "نهاية التاريخ" قائلاً: "إن نهاية تاريخ الاضطهاد والنظم الشمولية قد ولى، وانتهى إلى دون رجعة مع انتهاء الحرب الباردة وهدم سور برلين، لتحل محله الليبرالية وقيم الديمقراطية الغربية".

وقد أضاف وشرح فوكوياما نظريته المثيرة للجدل في كتاب أصدره عام 1992م بعنوان: "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"، وهناك اسم آخر له: "نهاية التاريخ وخاتم البشر"، وهذا "تعبير استخدمه الفيلسوف الألماني نيتشه"([6]).

وقد قصد فوكوياما أن يعارض فكرة نهاية التاريخ في نظرية كارل ماركس الشهيرة "المادية التاريخية"، والتي اعتبر فيها أن نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني سينتهي عندما تزول الفروق بين الطبقات. كما تأثر فوكوياما في بناء نظريته بآراء الفيلسوف الشهير هيغل (فكرة الاعتراف)، وفكرة (الإنسان الأخير) عند نيتشه، وآراء أستاذه الفيلسوف ألن بلوم، وقد ربطوا بين نهاية تاريخ الاضطهاد الإنساني واستقرار نظام السوق الحرة في الديمقراطيات الغربية([7])، يقول فوكوياما: "كان في اعتقاد كل من هيجل وماركس أن تطور المجتمعات البشرية ليس إلى ما لا نهاية، بل إنه سيتوقف حين تصل البشرية إلى شكل من أشكال المجتمع يشبع احتياجاتها الأساسية والرئيسية، وهكذا افترض الاثنان أن (للتاريخ نهاية) هي عند هيجل الدولة الليبرالية، وعند ماركس المجتمع الشيوعي"([8]).

وهذه النظرية تعبر عن النظرة المركزية للحضارة الغربية وهيمنتها على العالم، وأنه لا عبرة ولا وزن للحضارات العالمية الأخرى، والملاحظ في نظرية فوكوياما أنه يبشر بعالم له قطب واحد في القوة العسكرية والثقافية والحضارية، وهي بلا منازع أمريكا بعد أن انهار الاتحاد السوفيتي، إنها العولمة التي حاربها الأوروبيون أنفسهم خوفًا من ذوبان الفروق الثقافية لدولهم في الثقافة الأمريكية، فهي إذن الأمركة وليست العولمة.

والغريب أن هذا الرجل الياباني الأصل تنصل من الحضارة الشرقية، وأصبح داعية للحضارة الغربية ومبشرًا بها، داعيًا كل الأمم أن تسير على نهج أمريكا وأن تستن بسنتها.

ولكن ما بشر به فوكوياما انهار في حياته؛ فقد ظنت أمريكا أنها سيطرت على العالم، وإذا بها تترنح تحت ضربات المقاومة في أفغانستان والعراق، وقوتها الاقتصادية حدثت بها تلك الأزمة التي أثرت على العالم أجمع، وظهرت الصين كمنافس قوي لأمريكا.

هذا كله يعني أن ظن فوكوياما أن نهاية التاريخ هو سيادة الليبرالية الغربية ومفرزاتها الثقافية والاقتصادية والسياسية (مجرد وهم)، كما توهم من قبل ماركس أن نهاية التاريخ بنهاية الطبقات، أو بمعنى آخر سيادة المذهب الشيوعي.

 

مهاجمة فوکویاما الاسلامَ

 

وقد هاجم فوكوياما الإسلام واعتبره يشكل "خطرًا كبيرًا على الممارسات الليبرالية حتى في الدول التي لم يصل فيها إلى السلطة السياسية بصورة مباشرة"([9]).

والإسلام -في رأينا- دين عابر للأيديولوجيات، والمجتمع المسلم كذلك له خصوصياته التي يستطيع من خلالها هضم الأفكار وصبغها بصبغته، ورغم ذلك يرى أن الإسلام "لا يكاد يكون له جاذبية خارج المناطق التي كانت في الأصل إسلامية الحضارة"، وأن "زمن المزيد من التوسع الحضاري الإسلامي قد ولّى"، و أنه "لن يصادف هوى في قلوب شباب برلين أو طوكيو أو موسكو"([10]).

وهذا افتئات على الإسلام، ولا سيما أنه يكسب كل يوم أرض جديدة بدخول العديدين من الغربيين في دين الإسلام، والتاريخ يرد على فوكوياما؛ فبعد الهجمة الصليبية والتترية على الشرق وانكفاء العالم الإسلامي على نفسه، ودفاعه عن دياره وحياضه التي استبيحت، استطاعت الدولة العثمانية الفتية بعد ذلك أن تقيم امبراطورية عظيمة امتدت في ثلاث قارات، وقد تغيرت خريطة الدول المسيحية في أوروبا منذ ذلك الحين، وأصبحت هناك دول مسلمة في قلب القارة العجوز.

وقيام الدولة العثمانية وفتحها للقسطنطينية قد بشر به رسول الله ، وبين وفاة الرسول  وفتح القسطنطينية ما يزيد عن ثمانية قرون، قال عبد الله بن عمرو: كنا عند رسول الله  فسئل: أي المدينتين تفتح أولاً -يعني: القسطنطينية أو الرومية؟ فقال: "مدينة هرقل أولاً"، يعني: القسطنطينية([11]).

وهذا الحديث يحمل بشريين تحققت الأولى، ونحن في انتظار تحقق الثانية بفتح روما، وهذا يعني أن التوسع الحضاري الإسلامي لم ولن يتوقف، وأن تدفق نهر الإسلام لم يتوقف، قال -تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33].

ويرى فوكوياما أن "الديموقراطية الليبرالية قد تشكل نقطة النهاية في التطور الأيديولوجي للإنسانية، والصورة النهائية لنظام الحكم البشري"([12]).

"ورغم أن فوكوياما لا يؤكد على أن النظام الأمريكي هو النموذج المثالي لفكرته عن الليبرالية الديمقراطية؛ فإنه في الحقيقة يرفض أي نموذج آخر قد يحمل هذا المعنى.

وفي مقابلة جرت مع فوكوياما أجراها موقع (واشنطون أوبزرفر) تحدث فوكوياما في ما يسمى الخطر الإسلامي فقال: إننا الآن نحيا مرحلة حرجة من تاريخ الإنسان تنتشر فيها الأفكار الليبرالية الديمقراطية بصورة كبيرة، وبالتالي تتعرض للهجوم في أماكن كثيرة ومن تيارات مختلفة وبضمنها الإسلام الراديكالي، وتهديده حقيقي"([13]).

وهذا النظام السياسي الذي يبشر به فوكوياما ويرى أنه الصورة النهائية لنظام الحكم البشري ضرب من ضروب الحجر على العقل البشري الذي يسعى دائمًا للوصول إلى الأفضل والأحسن.

وليس ما ينتجه العقل الغربي أو الحضارة الغربية هو أمثل الأفكار والنظم، بل إن تطبيقاتهم تخالف كل المخالفة ما يقولون به؛ فإن الأنظمة الغربية وعلى رأسها أمريكا كانت تساند الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي التي تحارب شعوبها وتذيقها المهانة، فما كان من هذه الشعوب الحية إلا أن انتفضت على هؤلاء الحكام في ثورات أذهلت العالم الحر، ولكن هذا لم يعجب الإدارة الأمريكية؛ لأن هذه الثورات لن ترضى بالتبعية لها، وسوف تبحث عن مصالحها وافق ذلك مصلحة أمريكا أم لم يوافقها.

ونحن نعتقد أن الديموقراطية الليبرالية ليست الصورة النهائية لنظام الحكم البشري؛ لأنه حكم على البشرية بالجمود، وثانيًا أن نبي الإسلام يبشرنا بأن الخلافة الإسلامية (وهي النظام السياسي الإسلامي للحكم) سوف تعود من جديد، وذلك بعد أن عدّد أنواع النظم السياسية التي سوف تتوالي على الأمة فقال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًّا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"([14]).

فالنظم السياسية بعد موت النبي بدأت بالخلافة الراشدة، ثم تلاها الملك العضوض، ثم الملك الجبري (الديكتاتوري)، ثم البشرى بعودة الخلافة مرة أخرى.

ومعنى عودة الخلافة، أي: عودة الامبرطورية الإسلامية من جديد، وهذا أشد ما يقلق الغرب، فكم ذاق الغرب من قوة المسلمين وتمددهم، فلا يريدون عودة هذه الأيام.

والإخوان المسلمون هم الذين يدعون لعودة الخلافة، وهذه العودة تعني زوال سيطرة الغرب على الشرق؛ لذا فإن الغرب يعمل بكل قوته على عدم تمكين الإخوان المسلمين من الوصول إلى الحكم.

 

إشكالية العلاقة بين الإخوان والغرب

 

وهناك إشكال عند الإخوان المسلمين؛ إذ إنه بعد محنتهم في العهد الناصري وخروجهم من السجون والمعتقلات بدءوا ينتشرون في أوروبا، وقاموا بفتح المراكز الإسلامية.

وفي كل بلد عربي يبتلى فيه الإسلاميون كانوا يجدون ملاذهم في البلاد الأوروبية حيث الحرية والحماية والأمان.

وبعد التجارب القاسية للإخوان مع الأنظمة والحكومات المتعاقبة بدا كأن الإخوان يعملون داخل الخطوط الحمراء المرسومة لهم، ولا يحاولون تغيير قواعد اللعبة.

فالمشهد يقوم على الاعتراف بالأنظمة واعتبار شرعيتها، ودخول الانتخابات في الحدود المسموح بها.

مع الاهتمام بالقضايا الإسلامية وخصوصًا قضية فلسطين.

ولكنهم لا يسعون لتغيير الأنظمة بالقوة، أو الدخول في صراعات مسلحة معها، ولكنهم يضغطون من خلال الغرب ومؤسساته الشعبية على الضغط على الحكومات والأنظمة القمعية.

والغرب يساند الحكومات القمعية منعًا من وصولهم للحكم.

وهم يتعاملون مع الغرب وينشدون مساندته لهم رغم أنهم يعلمون -مثلاً- أنه لولا الضوء الأخضر بإزاحة مرسي والإخوان من المشهد لما أقدم العسكر على انقلابهم.

فهذا الإشكال يسيطر عليهم.

فلا هم يستطيعون اللعب بعيدًا عن الغرب، وبعيدًا عن الخطوط الحمراء المرسومة لهم، ولا أدبياتهم تعتبر الغرب صديقًا يمكن الاعتماد عليه.

نعم، يمكن التعايش معه، لكن ارتباط المصالح مستحيل؛ فخطاب الإخوان مخيف للغرب.

فعدو الإخوان الأول هي إسرائيل...

وحائط الصد والدفاع الأول للغرب هي إسرائيل.

والإخوان يدعون لعودة الخلافة وأستاذية العالم، وهذا يعني نظام عالمي جديد غير النظام القائم الآن.

ولن يسمح الغرب لهم بذلك.

فهل يمكن للإخوان أن يفرضوا رؤيتهم بالقوة؛ لأنه ما قامت إمبراطورية إلا بقوة السلاح.

أم أن الإخوان سيكتفون بما يسمح به الغرب من هامش للحرية يحسبون من خلاله عدم وجود خطورة للإخوان عليهم.

هذه أسئلة لن نتمكن من الإجابة عليها، لكن سخونة الأحداث وتسارعها يؤدي إلى تعقد المشهد، واحتمالية انفجارها في أي لحظة من اللحظات، وعدم إمكانية السيطرة عليها.

فالشباب ثائر، والشيوخ لا يستطيعون كبح ثائرته إلى ما لا نهاية.

 

 

([1]) "يوشيهيرو فرانسيس فوكوياما كاتب ومفكر أمريكي الجنسية من أصول يابانية، ولد في مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1952م، من كتبه كتاب (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) و(الانهيار أو التصدع العظيم). ويعتبر الرجل من أحد الفلاسفة والمفكرين الأمريكيين المعاصرين، فضلاً عن كونه أستاذًا للاقتصاد السياسي الدولي، ومديرًا لبرنامج التنمية الدولية بجامعة جونز هوبكنز.

تخرج فوكوياما من قسم الدراسات الكلاسيكية بجامعة كورنيل، حيث درس الفلسفة السياسية على يد ألن بلووم Allen Bloom، بينما حصل على الدكتوراه من جامعة هافارد حيث تخصص في العلوم السياسية.

عمل بوظائف عديدة أكسبته الكثير من الخبرة والثقافة، فقد عمل مستشارًا في وزارة الخارجية الأمريكية، كما عمل بالتدريس الجامعي، وهو يميل إلى تيار المحافظين الجدد" [الموسوعة الحرة ويكيبيديا].

([2]) د. عبد الوهاب المسيري: الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ رؤية حضارية جديدة، دار الشروق، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1421ه - 2001م، ص(12).

([3]) السابق، ص(260).

([4]) السابق، ص(36).

([5]) توما شماني مقالة بعنوان: نهاية التاريخ والإنسان الأخير - كتاب المفكر (فرانسيس فوكوياما)، مجلة معكم الالكترونية.

([6]) منتدى الشام الثقافي.

([7]) انظر: الموسوعة الحرة ويكيبيديا، وأحمد الناجي مقالة بعنوان: فوكوياما من نهاية التاريخ إلى نهاية الإنسان، مجلة الحوار المتمدن، العدد (1267)، 26/ 7/ 2005م.

([8]) فرانسيس فوكوياما: نهاية التاريخ وخاتم البشر، ترجمة: حسين أحمد أمين، مركز الأهرام للترجمة والنشر، الطبعة الأولى، 1413ه - 1993م، ص(9).

([9]) السابق، ص(56).

([10]) السابق، نفس الصفحة.

([11]) أخرجه الحاكم في مستدركه، (4/553)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

([12]) فرانسيس فوكوياما: نهاية التاريخ وخاتم البشر، ص(8).

([13]) توما شماني مقالة بعنوان: نهاية التاريخ والإنسان الأخير.

([14]) أخرجه أحمد في مسنده، ح(18430) من حديث حذيفة t، وقال شعيب الأرنؤوط: "إسناده حسن".

Powered by TayaCMS