جدلية العلاقة بين الإخوان والسلفية في مصر: المفاهيم والميادين-1
السلفية، نظرة معرفية-1
د.رضوان منیسي عبدالله
تقديم:
ليس سهلاً على أي مراقب أن يبسط علاقة مركبة وملتبسة بين أدبيات جماعية الإخوان والمنطلقات السلفية سواء أكانت فكرية أو عملية فالأمر ليس سهلا - حتى ولو كان هذا التبسيط مقتصرا على التجربة المصرية - لعوامل عدة منها ما يتعلق بعملية المسح الميداني التي هي أساس أية نتائج علمية معتبرة يمكن ضبطها وقياسها واستخلاص أرقامها الدالة.. فهذا أمر عسير في الظروف والأحداث الحالية التي يمر بها المجتمع المصري فمن يجرؤ في مصر الآن أن يقوم بتقديم استبانة حول اتجاهات الشباب السلفي – مثلا- نحو جماعة الإخوان المسلمين أو نحو تجربتها السياسية أو الدعوية أو نحو ذلك أو استبانة معاكسة (اتجاهات شباب الإخوان نحو السلفية عامة أو نحو تيار سلفي بعينه أو حتى توجهات الشاب المصري في عمومه نحو أي منهما أو نحو قضايا محددة تخص أيا من المدرستين الكبريين؟ وهل نستطيع أن نقوم بدراسة حالة لبعض شيوخ السلفية مثل الرسالة العلمية التي قام بها ريتشارد ميتشيل في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي عن الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين؟ ومن يقدر أن يقوم باستفتاء الطلاب بطريقة علمية محايدة وموضوعية حول اتجاهاتهم الفكرية وتصوراتهم عن الإخوان أو السلفية أو عن غيرهم كما فعلت الدكتورة سلوى الخشاب عن اتجاهات طلاب جامعة القاهرة نحو التيارات الدينية في الثمانينات من القرن الماضي ومن يستطيع أن يقوم بأي عمل علمي ميداني محايد في بيئة يغلب عليها التربص والقمع والتخوين والترهيب للباحثين وبالناس عموما على حد سواء وما حادثة سحب رسالة الدكتوراه من طالب جامعة الأزهر وتحويل لجنة الحكم على الرسالة للتحقيق بسبب يتعلق بعنوان الرسالة التي كانت في موضوع التكييف الشرعي للثورات من منظور الفقه الإسلامي وغير ذلك مما يتعرض له الباحثون في مصر من فصل واعتقال بله عن التعذيب المفضي للموت والاختفاء القسري وما حدث من جريمة في حق الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني" عنا ببعيد.. أما جانب القراءة النظرية والتحليل المنهجي لما يصدر من بيانات وتصريحات – وهو المتاح السهل – فالصعوبات فيه جمة فهو سيل جارف وكم هائل من المواقف والتفاعلات التي تحتاج للمراجعة والفحص فمنها الزائف المدعى على الناس ومنها القليل التي تثبت صحته هذا ناهيك عن الإشكالات اللغوية من كون العبارات الخطابية والانفعالية ذات طبيعة مجازية تعبيرية أكثر منها اصطلاحية – وبخاصة تعبيرات الإسلاميين- ليس لكونها خطابية تعبيرية فحسب بل لكونها تأتي ردات فعل في ظروف غير طبيعية مما يتعرض له التيار الإسلامي من تشويه واختراقات أمنية واستدراج لمعلومات مغلوطة أو وضعه موضع التهمة أو حتى الافتراء والإفك كما جاء في حديث الأستاذ فهمي هويدي عن حديث الإفك عن السلفيين في مناسبات عدة وكذلك عن الإخوان في وسائل الإعلام .. وكل هذا يجعل اللغة البيانية وبخاصة في مرحلة الثورة وما بعدها من تدافع بين ثورة الشعب في 25 يناير والثورة المضادة وتمرد أجهزة الدولة العميقة وما تبعها من انقلاب 3 يونيو 2013 ويترتب على مراعاة البعد المجازي والانفعالي؛ الإقرار بأن عملية التحليل والاستنتاج تستدعي ملاحظتها في الواقع العملي والميداني ولما كان ذلك غير ممكن على الوجه الناجز فإننا نستطيع أن نعطي فكرة تقريبية تستند للتفكير والتأمل والملاحظة المباشرة ولا يتوقع القارئ أن تقدم الورقة تفكيكا لتلك العلاقة بعبارات تحكمية جاهزة ، مثل: اتجاه سلفنة الإخوان! أو تأخون السلفية! أو الإخوان أضداد وأغيار السلفيين؛ فمثل هذه العبارات – في ظني – هي مجرد انطباعات أو ردود أفعال لمواقف وظروف آنية يتحكم فيها الظرف الزمني والتغير الاجتماعي وتطور العلاقات في المجتمع المصري خاصة ومحيطه الإقليمي الذي يؤثر فيه ويتأثر به بشكل لا تخطئه عين الباحث والمراقب فضلا عن تفاعل الحياة السياسية بوتيرة سريعة ومتلاحقة بداية من انطلاق موجة الربيع العربي وإفرازات تراكم مراحل التكلس السياسي والاجتماعي ولا نتوقع أنه يمكننا تقديم الجواب الشافي لتحليل تلك العلاقات المركبة فضلاً عن حصر جميع مراحلها فما هو هدف البحث وما عساه أن يقدم ؟
القدر الذي يمكن أن يبثه هذا المقال من المعرفة الموضوعية حول جذور العلاقة بين جماعة الإخوان والأفكار السلفية والاطلاع على مؤثرات تلك العلاقة وطرح التساؤلات المنهجية حول مفهوم العلاقة وتاريخها وتجلياتها الميدانية وطرح الاقتراحات العلمية التي تساعد لمؤسسات والمؤتمرات والندوات والباحثين في جعلها منطلقات للدراسات المعمقة من خلال الفريق البحثي المتكامل ...
الذي يستطيع أن يحكم على هذا القدر من المعرفة هو القارئ الذي يرغب في استجلاء هذه العلاقة لبناء مستقبل أكثر إشراقا ونضجا وإفادة من التجارب السابقة واستشراف آفاق عمل التيار الإسلامي بكافة مكوناته في المرحلة القادمة.
ومن أجل تحقيق هذه الغاية سيعرض البحث لمصطلح السلفية عامة وعند الإخوان خاصة ومراحله التاريخية ورصد الوقائع والأحداث التي كشفت أستار العلاقة على المستوي الفكري والوجداني والميداني.
السلفية، نظرة معرفية
يمكن توضيح مفهوم السلفية عن طريقة وضعه في إطار معرفي وثقافي أكبر؛ يتعلق بمفاهيم حضارية أشمل، مثل ثقافة الإحياء والبعث، والعودة للأصول، وهى حالة متكررة في الفكر الإنساني تظهر بوضوح في مراحل التغير الحضاري أو مراحل الاحتماء أو البحث عن الهوية عند كافة الأمم والحضارات؛ يحدث ذلك في اللغة، والآداب، والثقافة، ومنابع الهوية؛ عندما تحاول الأمم تتجاوز مراحل الضعف و الاختلاف والتمزق وتبحث عن مراحل البناء الأول التأسيسي أو تفتش عن عوامل البقاء في الماضي أو بعيدا عنه وتمثل مرحلة الحاجة الضرورية للتغيير مرحلة ميلاد وانعتاق من واقع حال قريب ضاغط قد يظنه الإنسان أنه نتيجة لعبء الماضي فيحاول الانسلاخ منه ويدخل في حالة صراع ورفض كلي له، وعلى الطرف النقيض هناك من يتوهمه نتيجة لابتعادنا عن فردوس الزمن الجميل! الذي يريد أن يتلبسه تلبسا تاما، وفي قمة الاحتدام بين الاتجاهين تظهر حالة وسطية تعترف بمنجزات الماضي كما تعترف بآلامه وخطاياه وتنطلق تفتش في الماضي عن مراحل الازدهار أو مراحل البناء التأسيسي الحضاري المفعم بالقيم والمثل، والسؤال هنا الذي نريد أن نعرفه كيف سارت المقاربة السلفية في بعدها وقربها عن ثقافة البعث والإحياء ومدى وعي المنظرين لها أو المستهلكين لمنتجها بهذا البعد الحضاري لثقافة الإحياء؟
تأتي دلالة المادة اللغوية (س ل ف)، في المعاجم اللغوية والتراث اللغوي لدلالات شتى ليس من المناسب سردها ولكننا ننتقي منها ما له استخدام ذو طبيعة اصطلاحية شائعة أو متعارف عليها لدى المدارس الفكرية وجمهورها المتقبل لأدبياتها الفكرية والدعوية...
- معنى السبق والتقدم والمثل والقدوة والعبرة: كما في قوله تعالى: ( فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين )، الزخرف/ 56، وما جاء في الأثر على لسان النبي – صلى الله عليه وسلم – مخاطبًا الزهراء – رضى الله عنها – ( أنا خير سلف لك( أي خير قدوة ومن خلال هذه الدلالة رتب الشيخ الغزالي (450- 505هـ.) في الإحياء الدلالة الاصطلاحية فقال في معنى السلف: ( مذهب الصحابة والتابعين) وقال ابن تيمية (661-751هـ.) "لا عيب على من أظهر مذهب السلف" ويستفاد في الدلالة الاصطلاحية بين أقصى طرفي المعادلة الإسلامية السلفية الوسطية في فلسفة الإحياء كطريقة من طرق الإصلاح - معادلة الغزالي/ بن تيمية- فالغزالي وضع المفهوم العملي للسلفية وحدد نقطة البداية المعرفية لها وابن تيمية حاول تشجيع ظهورها العلمي في وسط نخبة الفكر الإسلامي التي كانت تعج بالفلسفة والمنطق وعلم الكلام والفرق النخبوية المختلفة من معطلة وجهمية ومرجئة وقدرية وخوارج ومعتزلة ونصيرية وتصوف فلسفي وغيرها.. فأعلن أنه لا ضرر ولا حرج على العالم الباحث أو الداعية الموصوف بالسلفي الذي يعرض عن علم الجدل وعن علم الكلام وعلم المنطق وفلسفة العقيدة ويتجه مباشرة لإظهار السنة النبوية فلا حرج عليه ولا ضير في أن يظهر الدعوة على هذه الطريقة الميسرة التي هي وسيلة من وسائل الإصلاح .. وقد شرح الإمام ابن القيم (691- 751هـ.) منهج السلف في العقيدة والتفسير والسيرة النبوية واختلاف التنوع بينهم من خلال توسطه بين هذين الطرفين فهو تلميذ نجيب لابن تيمية وعلى وعي عميق بفكره ومذهبه ومؤلفاته وهو وتلميذ بالقراءة والحب؛ لأبي إسماعيل الهروي شيخ الصوفية السنيين الحنابلة في زمانه (وعبارته عند مراجعة مؤلفاته على المنهج السلفي: إمام حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه)، من خلال إعادة قراءة كتابه - أي الهروي- منازل العبودية أو منازل السائرين في كتاب مدارج السالكين
- واتضح تأثير المنهج الوسطي هذا الذي يجمع التجارب الصوفية في الفكر والتأمل الروحي وضبطها على الصحيح من شاهدي العدل (يريد، الكتاب والسنة)، في المنقول الصحيح عن الصحابة والتابعين- اتضح في مؤلفات ابن القيم التي لاقت قبولا واسعا عند جمهور أهل السنة والجماعة حيث كانت عنوانات مؤلفاته ذات إيحاءات روحانية واصطلاحات صوفية ومضمونها ذو انضباط صارم على منهج المحدثين (نجد ذلك في مدارج السالكين وزاد المعاد وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح .. وغيرها وهي تعبيرات صوفية ذات دلالة اصطلاحية في التربية الجماعية) وكانت قد سبقت جهود ابن القيم وابن تيمية الخلاصة المهذبة لكتاب إحياء علوم الدين (لابن قدامة المقدسي عبدالرحمن بن محمد ابن قدامة 597-682هـ.) وهو جهود اهتم به المنهج السلفي الوسطي بعد ذلك على نطاق واسع وتعد مرحلة ابن القيم هي قمة النضوج والاعتدال في المنهج السلفي الإصلاحي الذي جمع بين التجارب العملية في الدعوة والعبادة والإصلاح والجهاد عند شيوخ المعرفة والزهد (تاريخ الزهد في الإسلام لبطروشفسكي) وتعتمد فكرة ابن القيم التي خرج بها في التفسير أن السنة المطهرة التي هي قرآن يمشي على الأرض أي التطبيق العملي للمبادئ والشعائر والمعاملات لا تؤخذ من صحابي واحد ولا من مجموعة بعينها من الصحابة مثلا (مثل أهل البيت) ويستعين بذلك في وصف ابن مسعود للصحابة كالآخاذ التي تؤخذ من النبع فالأخاذة تروي الرجل والأخاذة تروي الرجل والرهط ومنها مل لو ورد عليها أهل الأرض لأوردتهم . فلا يمكن تضييق السنة وحصرها فيما ورد عن مصدر واحد فكلما اتسعت المصادر اتسع مفهوم السلفية واعتدلت في الأخذ الصحيح الشامل من معينها الأول المأثور عن مجموع الأسانيد الصحيحة المنقولة عن الصحابة والتابعين ومعلومة بالمعرفة عن أئمة الهدى، فالمعروف الذي ظل ابن القيم يؤكده أن الهدى النبوي بكافة تفاصيله – الذي هو بدوره الترجمة العملية لتوجيهات القرآن الكريم- جماعة الصحابة و التابعين وليس صحابيًّا واحداً أو مجموعة واحدة إذا صح وثبت بطرق التحمل والأداء الموثقة، وبالقياس أيضا قصر التلقي على إمام واحد أو شيخ واحد من أئمة الهدى والتعصب له وإكراه الناس على طريقته هو تضييق مخل لفكرة الإحياء والسلفية التي نادى بها الغزالي وابن تيمية ومثلها ابن القيم رحمهم الله جميعا وعفا عنهم .
وهناك شروح كثيرة على عبارة الغزالي وابن تيمية بين التوسيع والتضييق في الزمان و الرجال و الأحداث فهناك من يقصرها على القرون الثلاثة الأولى وهناك من يتجاوزها إلى كل التابعين بإحسان من أئمة الإسلام العدول .
وهذه الدلالة الاصطلاحية لم تكن في العصور الأولى تأخذ بعداً متميزاً وخاصاً عن جمهور أهل السنة والجماعة فالسلفية هي واحدة من سمات هذا الجمهور الكبير الممتد بمذاهبه الأربعة الكبرى من إقليم الإيجور في الصين شرقاً إلى الأندلس غربًا وأواسط إفريقيا جنوباً وإن تواجدت فرق نخبوية مثل الخوارج والمعتزلة وغيرها لم يبق منها سوى المعتدلين مثل الإباضية في الخوارج أو أصحاب الرأي و الحجج الذين أفاد منها الأشاعرة و الماتريدية في دعم مناهج التفكير والبحث العقلي والتأملي لدى جمهور أهل السنة الكبير ومثلها المذهب الزيدي فالسلفية بمفهومها العلمي منهج في الاقتداء قد تجد عليه فقيها أصولياً صوفيًا مثل أبي حامد الغزالي أو فقيهًا أصولياً حنبلياً مثل الإمام ابن تيمية .
المفاهیم السلفیة فی الجمهور السني
ظلت المفاهيم السلفية سارية مع جمهور أهل السنة من منطلقها الواسع عدة عصور متلاحقة تغترف منها النخب الفكرية السنية على قدر اجتهادها وتصحيح إسنادها للصحابة و التابعين وحسن قراءتها للأئمة أو ضعف إسنادها وخطأ فهمها وحدث ذلك عند الطرفين التيار الصوفي الذي كان عليه القطاع الأكبر من المسلمين في العالم والقطاع السلفي الذي كان واضحا في النخبة أكثر منه في الجمهور وإن غلب على نخبة المتصوفين في القرون المتأخرة عدم تحقيق الإسناد والاستهلاك الأكبر للقصص والملاحم والخطأ في فهم السنن. وغلب على النخب السلفية تضييق المفهوم الذي كان رحبا عند ابن القم وابن قدامة فصار مقتصرا على مذاهب بعينها كمذهب الإمام أحمد وضاق أكثر كلما اعتمدوا على القراءة الأحادية للشيخ ابن تيمية وبدأ يقع التمايز الواضح بين التيارين التيار الشعبي الممثل في التصوف والتيار السلفي الممثل في النخب العلمية المحدودة .
وبعد ظهور الحركة الوهابية متزامنة مع ترهل الدولة العثمانية والتدخل الغربي في شئونها وانتهاج الحركة لمنهج سلفي صارم لتصحيح أوضاع اجتماعية ودينية و أخلاقية وعلى إثرها ظهرت في فترات متقاربة حركات مشابهة ذات طابع سياسي مثل المهدية في السودان وحركة الشيخ ابن باديس في المغرب العربي وقبلها حركة التبليغ في الهند وباكستان (نيوبندا)، والملاحظ أن هذه الحركات الإصلاحية اتخذت خطا سنيًّا سلفيا إصلاحيًا إما من منطلق مذهب فقهى سلفي بالمفهوم المتأخر مثل الحركة الوهابية (التي انطلقت من مذهب الإمام أحمد وأشهر تلاميذه ابن تيمية) أو من منطلق روحي تربوي مثل السنوسي (التي اتخذت من تراث التصوف السني الجهادي منطلقا لها) وهذان المنطلقان هما الاتجاهان الرئيسان في جمهور أهل السنة.
أما في مصر فكان المشهد أكثر تعقيداً فقد كلفت الدولة العثمانية محمد على بالتصدي للحركة الوهابية سياسياً وفكرياً مما أدى بالصراع السياسي أن يتخذ بعداً عقائدياً فحاول محمد علي وأسرته استقطاب الصوفية والأزهر الشريف لمحاربة الحركة الوهابية في الجزيرة العربية فكرياً وثقافيًا إلي جوار الحملات العسكرية التي استمرت قرابة عقدين من الزمان في هذه المرحلة فبالغت الصوفية الحكومية في تجريم الوهابية وتكفيرها واعتبارها من الخوارج وظهرت دعوات مناقضة لها عند السلفيين ورأس حربتهم الحركة الوهابية بتفسيق الصوفية وتبديعها بل وتكفيرها و إزاء هذا الاستقطاب الحاد في أجواء الحرب والحملات العسكرية تمايزت المدارس السلفية في مصر و كأنها تتلقى عن الحركة الوهابية مباشرة و صار الانقسام في النخبة الإسلامية على النحو الآتى: المؤسسة الازهرية وهى مؤسسة حكومية تتبع خط الدولة في محاربة السلفية على اعتبار انها امتداد للوهابية ومؤسسة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف التي كانت نخبتها في مرحلة ضعف علمي وترهل حركي ودعوي وصارت تجمعا لنخبة أصحاب النفوذ والمصالح تقود الجماهير عند الحاجة الحكومية لذلك.